موقع الرفكة/ ..الصدمة.. ((الطبيب الأنسان)) كدالي انجبنان المامون / يكتب..

مقالات

..الصدمة..

《الطبيب الإنسان》

أحقق في وجه ناقل الخبر..
(اتومه اعلمتوا..باحمل السيد؟! رحمه الله)!
احمل السيد.. اراجع الأسماء بصمت.. الأسماء المتكررة الكثيرة في القبيلة الوارفة “احمل السيد من؟!
خالي!! احد الأقرباء؟!
وبين ما انا في تقليب الذاكرة إذ يأتي الخبر الصاعقة..الذي لم يخطر على البال!
-الخبر الصادم..
ابدأ احس ببرودة تتسلل في أعماقي، مصحوبة بحرارة قادمة من منطقة إلا شعور! إلى الشعور لتصطدم بجدار منطقة هول الصدمة!..
(تتلخبط الصور في مخيلتي.. تتناثر الصور ..
– الاهي.. الدكتور أحمد ولد السيد، تبدأ صورة امي بكل تقاسيم وجهها تخرج من رحم عقلي صورتها المرتبطة بالأخ قبل ابن العم الطيب الحنون الجميل الصدوق، أخصائي امراض الكلا احصائي الاخلاق، النبيل الشهم الشجاع، الوطني، الدكتور أحمد الذي عهد نفسه لخدمة الكل، الطبيب الإنسان الذي أن بدأت في وصفه لا ينتهي الوصف، تمتلىء صفحات كتب سلسلة كل المكارم، الكثير الفعال القليل الكلام، المفوه والكاتب العملاق.
– أحمد ولد السيد يخطفه الموت!..
يا لهول المفاجأة، يتجمد كل شيء في، تتشابك الافكار، أعجز عن النعي والمواساة والتعزية!..
انتظر.. تعزية من؟ وهل هناك من يعبر في أحمد اكثر مني.. لحظة.. من الشعب الموريتاني قاطبة!..

اتجمد في سكون الحركة بلا وعي!..
يزوف البصر ويشرد العقل كان نفسي لا تطاوعني في استصاغ الخبر وتصديقه!..

يعود بي الشرود إلى الماضي القريب..
الدكتور أحمد في ردهات المستشفى يبسم لهذا وذاك وتلك، يرد : (أن شاء الله، يحصل خير ، ماهو فالكم، بسيط، ما شاء الله).
من يقدم الدكتور أحمد على من؟ .. الكل سواسية،
أحمد.. طبيب جميع التخصصات، لأن الكل يراه هو الطبيب الخاص به، الكل يحسبه يخصه،
-الدكتور الانسان أحمد ولد السيد، الذي كل ما التقيته تسيل دمعة باردة على خدي بلا شعور، اتذكر امي، اتذكر كلماتها الحاضرة..( كيسو بي وللي احمد، الا هو اللي يعرف مرضي)!
يبتسم في وجهي، (انت اشحالك، واشحال الخلطه)؟!
-الدكتور أحمد ذو الأيدي الشافيه.
الذي كل ما دخلت مستشفى تراه يقف في حلقة مرضى المساكين بثغره الباسم و وجهه السمح لا يرد احدا ..
أحمد الباحث عن ما عند الله دون ما عند الناس!.
اخي وابن عمي ودكتوري وفخري، بل اخ وابن عم ودكتور وفخر كل موريتاني يعرف احمد، فقيرا، غيا، موظفا، نائبا، مديرا، جندي، ضابط، و وزير!.. طبيب المريض قبل اللقب، والكانة، طبيب الإنسان.
الدكتور أحمد خسارة وكم حجم تلك الخسارة؟!
للوطن للشعب، لكل مريض عاجز عن كشف، عن فحص، عن دواء!

-أقف واسير هائما على وجهي وصورة الطبيب الإنسان في عيني رسمها، تقاسيمه، طوله عرضه لونه، نظاراته كلامه ابتسامته، -أحمد ولد السيد انتقل إلى الرفيق الأعلى! كل ذالك تزاحم ما بين لحظة تلقي الخبر والاستفاقة منه.. كأني لا اوريد أن أصدق أن رجل ترجل، سافر سفر اللا عودة!
أقف متثاقلا على أطراف اصابعي وركبتي، و الشعور ما بين الغدة والبكاء، اخرج هائما بلا هدف ولا شعور كأني ابحث في وجوه المارة ابحث عن (لا أعرف)..
بعد مسافة أعود ابدأ في الحديث عبر الهاتف، اسرد مناقب الرجل، لمن يعرفه ومن لا يعرفه، المتس التخفيف بذاك الحديث عن وجع الإصابة في منطقة الشعور.
أعود إلى ازرة هاتفي اتفحصها لأجدها عاجزة عن نقل الحدث، عن الفكرة المبعثرة من الأساس، اشعر بالحزن في كل شيء، حتى هاتفي يشعر بصعوبة الموقف وحزن يظلل وجهه في وجه أصابع المرتجفة، العاجزة عن نقل ما في مخيلتي المتعبة، لم تعد تقوى على ترتيب الكلمات احرى أن تنقشها على شاشة الهاتف الحزين!
‘الدكتور أحمد ولد السيد ذهب في الرحلة المكتوبة، مسافرا إلى أهل الخير إلى مجلس النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إلى الرسول وصحابته الكرام، ونحسبه كذالك، فالخيرون يأتون بسرعة لينجزوا رسالتهم وحين تنتهي يعودون إلى مكانهم بين احبتهم، إلى مكان ليس فيه الكذب والغش والرياء، مكان الرحمة والود والرحمة.
-الدكتور أحمد ولد السيد ذهب ليبقى ذكره بين دفات القلوب.
فكم من عظيم ذهب حين أنهى مأموريته، تاركا اخلاقا من ذهب وذكريات من ذهب، ذهب ولؤلؤ ومرجان منقوش في قلب كل محب يدعو له بالخير..

-نعم الخطب جلل والمصيبة عظيمة، ولا أعظم من العزاء في رسول الله، (وأن العين لتدمع، والقلب ليحزن وإنا عليك يا احمد ولد السيد لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى الرب).

رحم الله الدكتور أحمد ولد السيد، واعزي كل الموريتانيين، فيه، وزارة الصحة، الأطباء الممرضات وكافة من عرفوه عن قرب، الأهل عموما، وعائلته الكريمة خصوصا، واسأل الله ان يلهمنا ويلهمهم الصبر والسلوان، و إنا لله وإنا اليه راجعون.

كدالي انجبنان المامون